السبت، 26 يوليو 2014

هل أنت سعيد؟



أن تسأل شخص ما إذا كان سعيد؟ فسؤالك لا بأس به، أما عن الإجابة بنعم أو لا بالمجمل فهي إجابة لا تعدو السطحيّة،
السعادة أكثر مفهوم متغيّر عرفته، نعم أو لا تُوهم بأنها من الثبات الممكن معه تحديد إجابة واضحة طويلة المدى.
ماذا لو أجبت ببساطة أنني لا أعرف.
ها أنت ذا تغمرك السعادة حين حصولك على ما تمنيته بعد طول انتظار، وما أن تعتاده حتى تبحث عن شيء آخر يوهمك أن سعادتك لن تتحقق بدونه،
فتبدأ مشوارك في مطاردة السعادة، لا تستريح قليلاً حتى تطارد سعادة أخرى، حينها حتى التغني بالقناعة لا يبات كافياً ليكفل الراحة لروحك.
تمضي في رحلتك للتكامل نحو السعادة، حين حلمت بالنجاح ونجحت سعدت، لكن بقيت تحلم بالوظيفة كي تكتمل السعادة وحصلت عليها فسعدت، ثم حلمت بالارتباط وتكوين أسرة وووووو أحلام كثيرة على سبيل تحقيق السعادة.
إذاً السعادة تقتضي السير نحو التكامل كالحياة تماماً.
الغريب أن الشعور بالسعادة حين يجتاحك يجتاحك بالكامل أو يغيب تماماً فلا تكاد تستشعر وجوده،
لم أسمع أحداً قط يعبّر عن نفسه بنصف سعيد أو ربع سعيد أو حتى سعيد إلا ربع!
قد تبدو سعادته شبه مكتملة لولا ذاك الجزء الضئيل الذي لا يتجاوز المعشار يفسدها عليه ولو اكتمل اكتملت، لكن بغياب هذا الجزء يهمل كل شيء آخر ليركّز على الجزء المفقود من سعادته ليعبّر عن وضعه بالكامل بالتعس!
إن شعور الإنسان الدائم بنقص السعادة هو مايدفعه نحو مطاردتها، وتلك الحكمة في كون السعادة شعور لحظي وإن طال بحساب الأيام والشهور، يبقى شعوراً لحظياً كالجوع والشبع والعطش والارتواء، البحث عن السعادة غريزة إنسانية لا يمكن تهدئتها أو التنصل منها.
لأنه ببساطة من يكف البحث عن السعادة يكف عن ممارسة الحياة.
فلتطاردوا سعاداتكم، فلتمارسوا الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق