الاثنين، 4 أغسطس 2014

خذيني كظل

خذيني كظلٍ يسير معكْ..ولايزعجكْ
خذيني كخصلة شعرٍ تميل
على الخدِّ حيناً
وحيناً يلاعبها اصبعكْ!
ضعيني كرشةٍ عطرٍ جريئة
تزاحم نهديكِ دون توانٍ
وتحلو لها ساحة المعتركْ
ولا تسأليني لماذا وكيفَ
ولن أسألكْ
فإن تسأليني يجيبكِ صمتي
إذا ما انطوت كلماتيَ فيَّ
ومانعها صوتها المرتبكْ
هو البوحُ يخذلنا حين يُدعى
وذا الصمتُ قاسمنا المشتركْ
وما حاجتي للكلامِ إذا ما
أَنَبْتُ يدي عن فمي في الحوار
فأصبحَ محورهُ جسدكْ
تعالي لتدنو قطوفكِ نحوي
فأشهى أمانيّ أن أقطفكْ

الأحد، 3 أغسطس 2014

هباء - ترجمة لقصيدة اميلي ديكنسون


لو كان بمقدوري منعَ قلبٍ واحد من أن يُكسر
لما عشت هباءً
لو كان بمقدوري إزاحة الوجع عن حياةٍ واحدة
أو تخفيف ألمٍ واحد
أو تسكين عصفورٍ تائهٍ في عشه من جديد
لما عشت هباءً

----

رسالة إنسانية عميقة تنطوي عليها هذه القصيدة القصيرة والبسيطة لاميلي ديكنسون،
مامن قطرة وحيدة ليست ذات جدوى ولو في محيطٍ هائل.
تتحدث اميلي عن الحب، عن القلب المعطاء، عن المشاركة الوجدانية مع الآخر في وجعه وهمه.
أحسبها حين تود تسكين عصفور تائه في عشه من جديد، تود لو كان بمقدورها أن تأخذ بيد شخصٍ تائه لتهديه لطريقه ثانيةً، فتتساءل ماجدوى الحياة إن لم تكن في سبيل إسعاد أحدهم أو تخفيف ألمه؟
وكأن اميلي توجز رسالتها في أن من يعيش لأجله فقط فهو يعيش حياة خالية من أي معنى، حياة غير مؤثرة، يعيش هباءً مالم يُكسِب حياته معنى من خلال تأثيره فيما حوله.

السبت، 26 يوليو 2014

هل أنت سعيد؟



أن تسأل شخص ما إذا كان سعيد؟ فسؤالك لا بأس به، أما عن الإجابة بنعم أو لا بالمجمل فهي إجابة لا تعدو السطحيّة،
السعادة أكثر مفهوم متغيّر عرفته، نعم أو لا تُوهم بأنها من الثبات الممكن معه تحديد إجابة واضحة طويلة المدى.
ماذا لو أجبت ببساطة أنني لا أعرف.
ها أنت ذا تغمرك السعادة حين حصولك على ما تمنيته بعد طول انتظار، وما أن تعتاده حتى تبحث عن شيء آخر يوهمك أن سعادتك لن تتحقق بدونه،
فتبدأ مشوارك في مطاردة السعادة، لا تستريح قليلاً حتى تطارد سعادة أخرى، حينها حتى التغني بالقناعة لا يبات كافياً ليكفل الراحة لروحك.
تمضي في رحلتك للتكامل نحو السعادة، حين حلمت بالنجاح ونجحت سعدت، لكن بقيت تحلم بالوظيفة كي تكتمل السعادة وحصلت عليها فسعدت، ثم حلمت بالارتباط وتكوين أسرة وووووو أحلام كثيرة على سبيل تحقيق السعادة.
إذاً السعادة تقتضي السير نحو التكامل كالحياة تماماً.
الغريب أن الشعور بالسعادة حين يجتاحك يجتاحك بالكامل أو يغيب تماماً فلا تكاد تستشعر وجوده،
لم أسمع أحداً قط يعبّر عن نفسه بنصف سعيد أو ربع سعيد أو حتى سعيد إلا ربع!
قد تبدو سعادته شبه مكتملة لولا ذاك الجزء الضئيل الذي لا يتجاوز المعشار يفسدها عليه ولو اكتمل اكتملت، لكن بغياب هذا الجزء يهمل كل شيء آخر ليركّز على الجزء المفقود من سعادته ليعبّر عن وضعه بالكامل بالتعس!
إن شعور الإنسان الدائم بنقص السعادة هو مايدفعه نحو مطاردتها، وتلك الحكمة في كون السعادة شعور لحظي وإن طال بحساب الأيام والشهور، يبقى شعوراً لحظياً كالجوع والشبع والعطش والارتواء، البحث عن السعادة غريزة إنسانية لا يمكن تهدئتها أو التنصل منها.
لأنه ببساطة من يكف البحث عن السعادة يكف عن ممارسة الحياة.
فلتطاردوا سعاداتكم، فلتمارسوا الحياة.

إلى شرقيّ…


 
 

 

تدورُ بخاطري فكرة
تخيّل أنني عصفورةٌ كَبُرَت ولم تعرف من الدنيا
سوى غُصنٍ على الشجرة
جناحاها بلا عملٍ بلا أملٍ بلا آتٍ بلا ذكرى
وما بهما عَلَت بحراً وما بهما عَلَت برّا
فليستْ داخلَ القفصِ
ولستَ تُريدها حرّة
وبين البين تتركها
فما تقوى على السكَنِ
ولا تقوى على الهِجرة
تجيئُك تبتغي وطناً
ترومُ لأجلهِ السفرَ
فتُشعرها بغربتها
وترجعُ تجرَعُ الصبرَ
كَذَا ما أنت تفعلُهُ بعمري حينما تغتالُه بيديكَ
تحجبهُ عن الدنيا
تُغيّبُ عنهُ نورَ الشمس
ترفضُ أنْ يرى القمرَ

أيا شرقيُّ فاعتقني
من الجهلِ من الخوفِ من الخَرَفِ
من العادات إذ صيّرتَها ديناً
وكلُّ خلافِها كُفْرا
فما طلبي وما حقي أمام حقوقكِ الكبرى!
تجوبُ الأرضَ بالطولِ وبالعرضِ
وترسم لي حدوداً لو تُحَدُّ بها
لكنتَ حسبتها قبرا!
الأول من نوفمبر 2012
 

خطيئة شهية

 
 
 
كَمْ هِي شَهِيَّةٌ تِلْكَ الخَطِيْئَةُ التَي اقْتَرَفْنَاهَا بَعَيْداً عَنْ أَعْيُنِهِم،

لَمْ تَمْتَلِكْنِي الجُرأَةُ مِنْ ذِيْ قَبْلُ عَلَىْ فِعْلِ الخَطَايَا إلا مَعَك،

فَلَيْسَ مِنْ أَحَدٍ سِوَاْكَ يَسْتَأهِلُ مَسَّ عُذْرِيَّتِي التِي لَمْ تَطَأ ذُنُوْبُ الُحبِّ مَسَاْحَاتهَا،

مُقْفِرَةٌ كَاْنَتْ قَبْلَ ظُهُوْرِ الإثْمِ عَلَى عَيْنَيْكَ يُنَاْدِيْنِيْ ..هَيَّا (نَلْهُو) !!

كُنْتُ أَرَاْهَا بَيْنَ شِفاهٍ لِمْ أِعْهَدْهَا تُجْرِمُ حَتَّى تَسْتَجْدِي العَفْوَ عَلَى ذَنْبٍ لا يَغْفُرُهُ إلا تَسْبِيْحَةُ عِشْقٍ بَيْنَهُمَا بِسُكُوْنِ فَمِي، فَشِفَاْهُكَ تَحْتَاْجُ شِفَاْهَاً لَمْ يَسْبِق أَنْ سَبَّحَتِ العِشْقَ لِغَيْرِكَ أَنْت.

يَا ذَنْبِي المَكْتُوْبُ عَلَى صَفْحَةِ أَيْمَاْنِي مُنْذُ وُجُوْدِ البَشَرِيَّة،
كُنْتُ أُفَتِّشُ عَنْ ذَاْتِي فِيْكَ و بَعْضَ الحُرِّية،
كَيْ أَنْشُرَ فَوْقَ الشَمْسِ خَطَاْيَاْنَا،
و لِيَغْدُو عَطَشِي رَيَّاْنَا،
و أَطِيْر بَعِيْداً عَنْ دُنْيَا .... لَيْسَت حِمْلاً لِخَطَاْيَاْنَا....
 
04-12-2006

الأربعاء، 23 يوليو 2014

مكتبة القطيف المتنقلة: معرض القطيف الدائم


سواء كنت أبحث عن عناوين قديمة قد لا أجدها في مكان آخر أو عناوين مستجّدة تصبح مكتبة القطيف المتنقلة وجهتي، مواضيع مختلفة في مجالات شتى يجمعها مكان متواضع في قلب القطيف، القلعة، شارع المطاعم.

مكتبة القطيف المتنقلة


مكتبة القطيف المتنقلة

مكتبة القطيف المتنقلة

مكتبة القطيف المتنقلة


حصيلة جولة سريعة الليلة:


مكتبة القطيف المتنقلة



-السعادة الزوجية و بوليكوشكا روايتان - ليوتولستوي / ترجمة د.سامي الدروبي
-القوزاق - ليوتولستوي / ترجمة د.سامي الدروبي
-بدر شاكر السياب هوية الشعر العراقي - ناصر الحجاج


الأحد، 20 يوليو 2014

صوت من الماضي: القدر، الأحجية الكبرى

ملاحظة: هذه المراجعة لن تفسد عليك مشاهدة الفيلم.
 
فيلم صوت من الماضي
 

صوت من الماضي الفيلم الذي شاهدته في سن مبكرة وفتح عيني على أحجية كبرى، القدر!!
ماذا لو اطّلعتَ على قدرك؟ وعرفت ما سيجري عليك من أمور مستقبلية؟ ليس هذا فحسب بل حتى موعد مماتك!!؟
ليلة عاصفة شديدة المطر تلك التي شهدت الذكرى الأولى لرحيل والدته، جاهلاً وجهته خرج الطفل حمدي بمفرده، أخذ يخوض في الطين يتعثر وينهض، استوقفه منزل يراه لأول مرة بجانب شجرة يابسة، النور الذي بزغ من نافذته جذبه نحوها، رأى امرأة تجلس على كرسي مديرة ظهرها في ثوب طويل كامل البياض أشبه ما يكون بالكفن، طرق النافذة فتوجه كلاهما للباب، حالت الظلمة بين أن يرى أحدهما الآخر، لكن حالما رفعت المصباح لمستوى وجهها كانت المفاجأة، صرخ حمدي "ماما، ماما" 
بدا أنها لم تعرفه لكن برودة الطقس في الخارج جعلتها تدعوه للمدفأة التي وجد صورته عليها!!
أخبرته أنها صورة ابنها الذي مات في عز شبابه في عيد ميلاده الخامس والعشرين في تمام الساعة الثانية عشرة منتصف الليل.
رغم أنه تعرض لحادث قطار في الثالثة والعشرين من عمره ونجا منه.
أما عن صورة أخته سميرة، قالت تلك ابنتي التي توفيت ليلة زفافها من ضابط شرطة.
سرعان ما اختفت، صعد السلم بسرعة يصرخ "ماما، ماما" سقط فإذا به ملقى على الطين من جديد!!
تمضي الأحداث و يبقى السؤال هل تتحقق النبوءة؟

فيلم صوت من الماضي أمينة رزق
 
 
الفيلم أنتج في العام ١٩٥٦ من إخراج عاطف سالم، يعتبر بداية تحول في تاريخ السينما المصرية لهذا النوع من الأفلام المحفوفة بالغموض وتحمل رؤى مختلفة عن المعتاد.
القصة مقتبسة في الأصل عن قصة قصيرة ليوسف عز الدين عيسى بعنوان ليلة العاصفة وبالرغم من مشاهدتي إياه مراراً لم أقرأ القصة إلا مؤخراً، برأيي الفيلم تغلّب عليها ليس بسبب الإغداق في التفاصيل ولا الاختلافات البسيطة بينهما بل لأن المخرج و معدي السيناريو والحوار: محمد التابعي وفتحي غانم نجحوا جميعاً في إثراء العمل والإضافة إليه، سأكتفي بالإشارة إلى (المعمل) لمن شاهد أو سيشاهد العمل، هو مستحدث بالكامل ولا وجود له في القصة الأصلية.
كما أن أجمل الوقفات في القصة القصيرة وظفت في إطار فني جميل كمشهد الشطرنج الذي اعتبرته "ماستر سين".

إرجاء دور "حمدي الشاب" لـ أحمد رمزي في محله، رمز الشباب والشقاوة في السينما المصرية يكابد الحيرة بين ممارسة الحياة والتمتع بها وبين التقاعس والاستسلام للقدر.
الحوارات تحوي الكثير من الأسئلة الوجدانية التي تعبّر عن حالة الحيرة المختمرة في نفس حمدي وصراعه الدائم، فلا يكف عن التساؤل ما الفائدة من الحياة والعمل إن كان مصيري الموت؟
"-كل الهيصة دي وحاسس انك لوحدك؟
-ده شعور بيجي لي كل ماشوف الشمس بتغرب
-ده منظر جميل
-فعلاً، لكن بيخوفني بيخليني أسأل نفسي احنا رايحين فين ومصيرنا ايه؟ ياترى زي الشمس اللي محدش عارف مصيرها ايه ورايحة فين؟
-الشمس بتشرق تاني
-لكن الإنسان بيروح فين بعد مايغيب عن الدنيا؟"

القديرة أمينة رزق ظهرت كضيف شرف لأداء دور الأم ولاشك أن أداءها أضاف ما أضاف من الهيبة والرهبة لمجمل الفيلم.
أذكر هنا أن فؤاد الظاهري أبدع في خلق موسيقى تصويرية تتناغم مع حالة الرهبة والغموض تلك.
عبدالوارث عسر (والد حمدي) أقدّر هذا الفنان البارع، يستخدم كافة أدواته الفنية لإشباع العمل، جلي ذلك حتى في نبرات صوته.
فردوس محمد اعتدنا على شغلها دور الأم والدادا، أداء بالغ الحنيّة كالمعتاد.
ظهور جميل للفنانة إيمان في تأدية دور عفاف (فيفي) حبيبة حمدي وصديقته منذ الصغر.

القدر، الأحجية الكبرى.
هذا الفيلم أحد أسباب بحثي عن مفهوم القضاء والقدر إلى أن استكنت لنظرية الدين حول أن القدر لا يخرج عن علم الله سبحانه وتعالى وما من شيء يحصل اعتباطياً دون سبب خاضع لقانون العليّة، كل هذا لا يسلب الإنسان حرية اختياره وتصرّفه، فلكل تصرّف يختاره نتيجة حتمية بناءً عليه، وحتى لو لم يملك الخيار في تحديد نتيجة عمله تماماً فهو بالتأكيد يملك الخيار في التصرّف المؤدي لها في المقام الأول.
أما اعتبار الإنسان دمية تسيّرها الأقدار ولا يد له فيها فهي رؤية قاصرة ومغلوطة تؤدي للتقاعس والاستسلام.
فلا يفترض أحدهم أنّ فشله هو نفس القدر الذي كان سيناله في جميع الأحوال لو اختار الجدّ والعمل، إنما اختياره صنع قدره ولو اختار غير ذلك لصنع قدراً آخر.
رسالة الفيلم عميقة وتفتح أبواب واسعة للتفكير والتأمل.