الثلاثاء، 3 يونيو 2014

دور الدين في حياة الإنسان - محمد مهدي الآصفي

دور الدين في حياة الإنسان محمد مهدي الآصفي



يتناول الكتاب تفسير النزعة الدينية بين النظرية المؤيّدة لكونها فطرة، و النظريات الماديّة التي تفسّر هذا النزوع بوجود عوامل خارجة عن شخصية الإنسان و طارئة عليه.

يناقش بدايةً النظرية الماركسية و المتلخصة بالتحديد في مقولة كارل ماركس الشهيرة: ” الدين أفيون الشعوب

إذ تذهب الماركسية إلى أنّ الدين أداة ابتدعتها الطبقة البرجوازية و الطبقة المستفيدة في المجتمع لحماية نفسها و ضمان سلامتها و بذلك يكون الدين مسكّن لآلام الطبقة الكادحة بحجة أنّ ما هم فيه من عناء و فروض قاسية فرضتها عليهم الفئات المستغلّة ما هو إلا قضاء و قدر من الله تعالى عليهم الرضا به.

يليها نظرية الجهل، فمن رأي البعض أن ظهور الدين في حياة الإنسان ناشئ عن جهله قديماً بأسرار الكون و الأسباب الطبيعية وراء الأحداث الكونية.
فقد كان يفترض أنّ وراء هذه الأحداث عوامل غيبية و هي الآلهة.

و من ثمّ يناقش نظرية الخوف التي يعبّر عنها الفيلسوف الانجليزي برتراند راسل بقوله: ” في عقيدتي أن الإقبال على الدين و التديّن في تاريخ الإنسان ينشأ عن الخوف. فإنّ الإنسان يرى نفسه ضعيفاً إلى حدٍ ما في هذه الحياة.”

إلى أن يصل لنظرية الفطرة و ينهي بعدها الفصل الأخير من كتابه مستعرضاً المحاولات النقدية للدين كظاهرة إنسانية و اجتماعية و الرد عليها، و أخيراً الحديث عن دور الدين في حياة الإنسان و تأثير العقيدة في إطارها الصحيح في بناء الفرد و المجتمع.

أسلوب النقاش و الرد الذي اتخذه الكاتب في بحثه مدعّماً إياه بالحجج العقلية، فيه من المتعة ما يجبر القارئ على مواصلة القراءة لإنهاء الكتاب دفعة واحدة تاركاً ذاك الشعور الجميل بالرغبة في التوسّع و الاستزادة في البحث و التنقيب أكثر و أكثر ..

برأيي أنّ الكاتب أبدع في تصيّد الأسئلة من عقول قرّاءه، فما أن يقفز سؤال إلى مخيّلتك حتى تتبعه الفقرة التالية بإجابة وافية.


دار النشر : دار التعارف للمطبوعات .

عدد الصفحات : 191 صفحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق